لوسي جوردون
"الشيخة" الإنجليزية التي أحبت المصريين
لهنّ – شيرين صبحي
كانت السيدة لوسي دوف جوردون امرأة مثقفة قوية العزيمة ، وقد أقامت في مصر سبع سنوات، أحبها خلالها المصريون حيث كانت تتباسط مع الجميع غنيا أم فقيرا ، وأمكنها أن تتأقلم مع طباع الأهالي لدرجة أدهشت معاصريها.
ولدت لوسي عام 1821 وكان والدها محاضرا في الفنون ، وكانت أمها بارعة الجمال ومثقفة ثقافة عالية وتجيد عدة لغات، وكانت تجمع حولها عددا من المثقفين والأدباء.
تزوجت لوسي من سير ألكسندر دف جوردون، ومنه أخذت اسمها، واضطرت إلى الانتقال إلى فرنسا وهناك أتقنت الألمانية والفرنسية، وقد قرأت ألف ليلة وليلة وبعض كتب التاريخ القديم التي كتبها هيرودوت، وما كتبه بعض المستشرقون عن الدين الإسلامي، وما كتبه توماس كارليل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وترجمت عدة مؤلفات وكانت متسامحة دينيا.
يروي حمدي البطران في كتابه "مصر بين الرحالة والمؤرخين" أن لوسي خلال عملها في الترجمة أصيبت بداء السل وكانت في الحادية والثلاثين من عمرها، ولم يكن في ذلك الوقت قد اكتشف علاج لهذا المرض، فنصحها الأطباء بأن تذهب إلى إحدى البلاد التي تتمتع بجو معتدل وجاف مثل جنوب أفريقيا، ولكنها لم تشفى هناك فعادت مرة أخرى إلى إنجلترا فنصحها الأطباء بأن تأتي إلى مصر.
بالفعل نفذت لوسي نصيحة الأطباء لها وأثناء إقامتها في مصر بعثت بعدة رسائل إلى زوجها، والتي جمعها فيما بعد ونشرها حفيدها تحت عنوان "رسائل من مصر".
وصلت لوسي إلى الإسكندرية في أكتوبر 1862 في أواخر عهد الخديوي سعيد باشا، وهناك قابلت الأرميني "هككيان بك" الذي رافقها في تجوالها بين معالم القاهرة واعتنى بصحتها وطاف معها المساجد التماسا للبركة ، وتحدث معها عن الفجوة العميقة بين المصريين وبين حكامهم من المماليك والأتراك.
في شتاء نفس العام وصلت لوسي إلى الأقصر واستقرت في بيت اسمه "فرنسا" بناه أحد مهربي الآثار فوق كومة من الأتربة تغطي معبد الكرنك ويطل على مسجد سيدي أبي الحجاج ، وهناك بدأت في الاختلاط بأهالي الأقصر.
كان منزل لوسي ملتقى لكثير من العلماء الأجانب ومنهم شامبليون الذي فك طلاسم حجر رشيد، ومارييت الذي أسس متحف الآثار، كما كان يزورها مهربو الآثار ، ومبشرون لتحويل المسلمين عن ديانتهم، وتحويل الأقباط عن الأرثوذكسية.
عندما استقرت لوسي في البيت أحبت أهالي الأقصر وتعاطفت معهم، بينما رحب الأهالي بالوافدة المريضة وسموها "الشيخة"، ولما رأت هذا التعاطف كتبت تقول " إنني أتعاطف مع العرب، وهم متعاطفون معي، وأميل إلى أن أرى أفضالهم، أما سيئاتهم فإنني قد عميت عنها، مع أنها تبدو واضحة كل الوضوح لأقل المسافرين حظا من الخبرة".
وحكت لوسي عما عاناه الفلاحون على أيدي رجال السلطة فتقول " منذ ثمانية شهور مضت هبط القرية شخص يوناني وأشترى القمح جميعه وهو أخضر لم ينضج بعد، اشتراه بسعر الإردب ستين قرشا بثمن بخس، واليوناني يتبع جابي الضرائب القبطي كما تتبع الصقور الغربان. والآن فقد أصبح سعر الإردب 170 قرشا، وقد دفع الفلاح ثلاثة ونصف في المائة شهريا مما استلمه من ثمن البيع أي من قروشه الستين كضرائب. ولك الآن أن تحسب المكاسب التي عادت على الرومي".
وتقول أنها تعرف رجلين أفلسا بهذه الطريقة وباعا كل ما يملكانه "وقد اضطرهما طاعون الماشية إلى أن يقترضا بفائدة فاحشة. ولكن واحسر تاه..! فإن النيل يتسكع في فيضانه، ولم يرتفع كما كان مأمولا، ولا يزال الناس يشفقون من ذلك. يا لمصر المسكينة ويا للمصريين المساكين. لست بالطبع في حاجة إلى أن أقول إن الذين يسمحون لهؤلاء الأروام أن يعروهم من كل شيء لولا تجود بخاطرهم فكرة الادخار من أجل المستقبل. ولكن ما عسى أن نفعل ما هؤلاء القوم الذين لم يعرفوا المدنية قط ويعيشون في عزلة عن العالم، وماذا عسى أن يفعلوا أمام أولئك الأوروبيين الذين لا وازع عندهم من خلق ولا من دين؟ ".
اندمجت لوسي في حياة أهل الأقصر وبدأت تتفاعل مع بعض الشخصيات المؤثرة في القرية، وعلى رأسهم الشيخ يوسف أبو الحجاج الذي لم يتعد الثلاثين من العمر أحد مجاوري الأزهر الشريف، ويبدو أنها أعجبت به وبثقافته الدينية، وطلبت منه أن يعلمها اللغة العربية.
وتحكي عن سماحة المصريين التي تجلت في أروع صورها عندما مات رجل إنجليزي صغير السن في أول رمضان ودفن في مقبرة الأجانب، فتقول "تعاون المسلمون والأقباط في حمل الغريب المسكين، وكان منظرا يدعو إلى أشد ما تكون الروعة، وسار في الجنازة عدد من الفلاحين في قمصانهم السمر، وجمع كثيف من الأطفال العبابدة عراة كما ولدتهم أمهاتهم، ولكنهم كانوا يظهرون الأدب الجم، وقد حركت ملامحهم التي تنم عن الأسى ما بنفسي من الشجن أكثر ما حركت، وقام عمر وملاحو المركب وهم مسلمون بحمل الفقيد ودفنه في مقبرته، وسألتني امرأة من العبابدة: أما زالت أمه على قيد الحياة؟ فهو صغير. قالت ذلك والدموع تنهمر من عينيها، وقد أخذت بيدي وضمتها إلى صدرها، فيا لها من أم تعطف على أم أخرى تعيش بعيدا عنها ويختلف جنس هذه السيدة عن جنس تلك كل الاختلاف".
كذلك تكتب لزوجها لتصحح الفكرة التي راجت في أوروبا عن اضطهاد المسيحيين، وتخبره أن البطريرك يضطهد المتحولين عن مذهبه، وإن المبشرين الأمريكيين أحدثوا شغبا في أسيوط، وإنه لا أحد في أوروبا يدرك أن للأقباط اليد الطولى في القرى، وأن الحكومة تعاونهم، وهم يعلمون حق العلم أن الأوروبيين سوف ينحازون إلى جانبهم.
وتروي عن أحد خدامها ويدعى عمر، ففي أثناء رحلتها للصيف من الأقصر إلى القاهرة في مايو 1865 وهي مارة بمدينة المنيا فاجأها التهاب في الغشاء البلوري، وكتبت إلى زوجها " لقد قام بتمريضي خيرا من أي تمريض لقيته من قبل، وكان مطواعا وماهرا بقدر ما كان رفيقا بي، وأعتقد أنه أنقذ حياتي حينما عاجلني بكئوس الهواء على الطريقة العربية مستخدما في ذلك كوبا كبيرا ومشرطا قديما من أمواسط".
كما تحكي عن عناية أصدقائها المصريين أثناء محنتها، فقد قرأوا القرآن الكريم من أجلها، وأوقدوا الشموع عن أم هاشم، ودعا المصلون في المسجد ليجزيني الله على ما قدمت من فضل عليهم. وعندما كشف عليها طبيبها الإنجليزي أخبرها أن الرئة اليسرى السليمة قد أصيبت بالالتهاب، وإن علاج عمر قد أنقذ رئتها من التلف.
لكن لوسي عندما تتحدث عن الآثار فإنها شان كل الأوروبيين تراها مستباحة، ولا تمنع نفسها من سرقتها، فكتبت لزوجها أنها تهديه تمثال سبع أثري " لقد سرقته من أحد المعابد لأجلك، فقد وجدتهم يستخدمونه موطئا لأقدامهم كي يعتلوا ظهور حميرهم، وقد سرق فلاح لأجلي خاتما فضيا جميلا التقطه من بين أنقاض الحفائر، وقال لي: لا تخطري به مرييت ( مدير الآثار ) أنت أولى به منه لأنه إذا أخذه سيبيعه للفرنسيين ويستولى على ثمنه، ولو لم أسرقه أنا لسرق هو، لذا أخذت الخاتم لنفسي بكل هدوء".
تشعر لوسي بقرب نهايتها، وتكتب إلى زوجها أنها تنتظر نهايتها صابرة وسط قوم يشفقون عليها ويحبونها فتشعر بينهم بالراحة. وتخبره أن الناس يعطفون عليها ، فقد حفر لها القاضي قبرا ليدفنها فيه بين أهله، " إذا لم يقدر لي البقاء فأرجوك ألا تنس عمر فقد أبدى نحوي عناية وعطفا لا يبديهما إلا الأبناء للأمهات، وهو يقدم لك شكره من صميم الفؤاد ويرجوك أن تظل السفينة مسجلة في القنصلية باسمك لكي يستعملها ويستفيد منها، وقد عينه المير ترجمانا خاصا له، ولكنه مسكين".
وتخبره بأن عمر نحر شاه نذرها، أما مصطفى ومحمد فقد ذبح كل منهما شاتين فدية لحياتها، وعقد كل الدراويش حلقتين للذكر في خيمة وراء سفينتها، وطبلوا بالطبول وأنشدوا الأناشيد ليلتين متعاقبتين داعين المولى أن يشفيني، وصام كل من على المركب شهر رمضان صياما نقيا خالصا. أما الناس في إسنا فقد استأذنوا أن يلمسوني حتى تحصل لهم البركة، وكل واحد من هؤلاء كان يرسل إلى خبزا لطيفا وخير ما عندهم من الزبد والخضر ولحم الضأن، وهم الآن أكثر ما يكونون عطفا علي، وأنا لا أستطيع أن أنفعهم بشيء.
غابت لوسي عن الوعي ليلة كاملة، وأفاقت في الصباح، كما كتبت نعيها بنفسها إلى زوجها، وتركت فراغا بين الأسطر ليكتب فيها تاريخ الوفاة، وفي منتصف الليل طلبت بطانيات تتدثر بها، وفي الثانية صباحا طلبت القهوة باللبن، ودخل عمر والبحارة إلى مقصورتها، وقبلتهم واحتضنتهم، وماتت في مقصورة بسفينتها عند الفجر.
"الشيخة" الإنجليزية التي أحبت المصريين
لهنّ – شيرين صبحي
ولدت لوسي عام 1821 وكان والدها محاضرا في الفنون ، وكانت أمها بارعة الجمال ومثقفة ثقافة عالية وتجيد عدة لغات، وكانت تجمع حولها عددا من المثقفين والأدباء.
تزوجت لوسي من سير ألكسندر دف جوردون، ومنه أخذت اسمها، واضطرت إلى الانتقال إلى فرنسا وهناك أتقنت الألمانية والفرنسية، وقد قرأت ألف ليلة وليلة وبعض كتب التاريخ القديم التي كتبها هيرودوت، وما كتبه بعض المستشرقون عن الدين الإسلامي، وما كتبه توماس كارليل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وترجمت عدة مؤلفات وكانت متسامحة دينيا.
يروي حمدي البطران في كتابه "مصر بين الرحالة والمؤرخين" أن لوسي خلال عملها في الترجمة أصيبت بداء السل وكانت في الحادية والثلاثين من عمرها، ولم يكن في ذلك الوقت قد اكتشف علاج لهذا المرض، فنصحها الأطباء بأن تذهب إلى إحدى البلاد التي تتمتع بجو معتدل وجاف مثل جنوب أفريقيا، ولكنها لم تشفى هناك فعادت مرة أخرى إلى إنجلترا فنصحها الأطباء بأن تأتي إلى مصر.
مسجد ابو الحجاج بالاقصر |
وصلت لوسي إلى الإسكندرية في أكتوبر 1862 في أواخر عهد الخديوي سعيد باشا، وهناك قابلت الأرميني "هككيان بك" الذي رافقها في تجوالها بين معالم القاهرة واعتنى بصحتها وطاف معها المساجد التماسا للبركة ، وتحدث معها عن الفجوة العميقة بين المصريين وبين حكامهم من المماليك والأتراك.
في شتاء نفس العام وصلت لوسي إلى الأقصر واستقرت في بيت اسمه "فرنسا" بناه أحد مهربي الآثار فوق كومة من الأتربة تغطي معبد الكرنك ويطل على مسجد سيدي أبي الحجاج ، وهناك بدأت في الاختلاط بأهالي الأقصر.
كان منزل لوسي ملتقى لكثير من العلماء الأجانب ومنهم شامبليون الذي فك طلاسم حجر رشيد، ومارييت الذي أسس متحف الآثار، كما كان يزورها مهربو الآثار ، ومبشرون لتحويل المسلمين عن ديانتهم، وتحويل الأقباط عن الأرثوذكسية.
عندما استقرت لوسي في البيت أحبت أهالي الأقصر وتعاطفت معهم، بينما رحب الأهالي بالوافدة المريضة وسموها "الشيخة"، ولما رأت هذا التعاطف كتبت تقول " إنني أتعاطف مع العرب، وهم متعاطفون معي، وأميل إلى أن أرى أفضالهم، أما سيئاتهم فإنني قد عميت عنها، مع أنها تبدو واضحة كل الوضوح لأقل المسافرين حظا من الخبرة".
وتقول أنها تعرف رجلين أفلسا بهذه الطريقة وباعا كل ما يملكانه "وقد اضطرهما طاعون الماشية إلى أن يقترضا بفائدة فاحشة. ولكن واحسر تاه..! فإن النيل يتسكع في فيضانه، ولم يرتفع كما كان مأمولا، ولا يزال الناس يشفقون من ذلك. يا لمصر المسكينة ويا للمصريين المساكين. لست بالطبع في حاجة إلى أن أقول إن الذين يسمحون لهؤلاء الأروام أن يعروهم من كل شيء لولا تجود بخاطرهم فكرة الادخار من أجل المستقبل. ولكن ما عسى أن نفعل ما هؤلاء القوم الذين لم يعرفوا المدنية قط ويعيشون في عزلة عن العالم، وماذا عسى أن يفعلوا أمام أولئك الأوروبيين الذين لا وازع عندهم من خلق ولا من دين؟ ".
اندمجت لوسي في حياة أهل الأقصر وبدأت تتفاعل مع بعض الشخصيات المؤثرة في القرية، وعلى رأسهم الشيخ يوسف أبو الحجاج الذي لم يتعد الثلاثين من العمر أحد مجاوري الأزهر الشريف، ويبدو أنها أعجبت به وبثقافته الدينية، وطلبت منه أن يعلمها اللغة العربية.
وتحكي عن سماحة المصريين التي تجلت في أروع صورها عندما مات رجل إنجليزي صغير السن في أول رمضان ودفن في مقبرة الأجانب، فتقول "تعاون المسلمون والأقباط في حمل الغريب المسكين، وكان منظرا يدعو إلى أشد ما تكون الروعة، وسار في الجنازة عدد من الفلاحين في قمصانهم السمر، وجمع كثيف من الأطفال العبابدة عراة كما ولدتهم أمهاتهم، ولكنهم كانوا يظهرون الأدب الجم، وقد حركت ملامحهم التي تنم عن الأسى ما بنفسي من الشجن أكثر ما حركت، وقام عمر وملاحو المركب وهم مسلمون بحمل الفقيد ودفنه في مقبرته، وسألتني امرأة من العبابدة: أما زالت أمه على قيد الحياة؟ فهو صغير. قالت ذلك والدموع تنهمر من عينيها، وقد أخذت بيدي وضمتها إلى صدرها، فيا لها من أم تعطف على أم أخرى تعيش بعيدا عنها ويختلف جنس هذه السيدة عن جنس تلك كل الاختلاف".
وتروي عن أحد خدامها ويدعى عمر، ففي أثناء رحلتها للصيف من الأقصر إلى القاهرة في مايو 1865 وهي مارة بمدينة المنيا فاجأها التهاب في الغشاء البلوري، وكتبت إلى زوجها " لقد قام بتمريضي خيرا من أي تمريض لقيته من قبل، وكان مطواعا وماهرا بقدر ما كان رفيقا بي، وأعتقد أنه أنقذ حياتي حينما عاجلني بكئوس الهواء على الطريقة العربية مستخدما في ذلك كوبا كبيرا ومشرطا قديما من أمواسط".
كما تحكي عن عناية أصدقائها المصريين أثناء محنتها، فقد قرأوا القرآن الكريم من أجلها، وأوقدوا الشموع عن أم هاشم، ودعا المصلون في المسجد ليجزيني الله على ما قدمت من فضل عليهم. وعندما كشف عليها طبيبها الإنجليزي أخبرها أن الرئة اليسرى السليمة قد أصيبت بالالتهاب، وإن علاج عمر قد أنقذ رئتها من التلف.
لكن لوسي عندما تتحدث عن الآثار فإنها شان كل الأوروبيين تراها مستباحة، ولا تمنع نفسها من سرقتها، فكتبت لزوجها أنها تهديه تمثال سبع أثري " لقد سرقته من أحد المعابد لأجلك، فقد وجدتهم يستخدمونه موطئا لأقدامهم كي يعتلوا ظهور حميرهم، وقد سرق فلاح لأجلي خاتما فضيا جميلا التقطه من بين أنقاض الحفائر، وقال لي: لا تخطري به مرييت ( مدير الآثار ) أنت أولى به منه لأنه إذا أخذه سيبيعه للفرنسيين ويستولى على ثمنه، ولو لم أسرقه أنا لسرق هو، لذا أخذت الخاتم لنفسي بكل هدوء".
وتخبره بأن عمر نحر شاه نذرها، أما مصطفى ومحمد فقد ذبح كل منهما شاتين فدية لحياتها، وعقد كل الدراويش حلقتين للذكر في خيمة وراء سفينتها، وطبلوا بالطبول وأنشدوا الأناشيد ليلتين متعاقبتين داعين المولى أن يشفيني، وصام كل من على المركب شهر رمضان صياما نقيا خالصا. أما الناس في إسنا فقد استأذنوا أن يلمسوني حتى تحصل لهم البركة، وكل واحد من هؤلاء كان يرسل إلى خبزا لطيفا وخير ما عندهم من الزبد والخضر ولحم الضأن، وهم الآن أكثر ما يكونون عطفا علي، وأنا لا أستطيع أن أنفعهم بشيء.
غابت لوسي عن الوعي ليلة كاملة، وأفاقت في الصباح، كما كتبت نعيها بنفسها إلى زوجها، وتركت فراغا بين الأسطر ليكتب فيها تاريخ الوفاة، وفي منتصف الليل طلبت بطانيات تتدثر بها، وفي الثانية صباحا طلبت القهوة باللبن، ودخل عمر والبحارة إلى مقصورتها، وقبلتهم واحتضنتهم، وماتت في مقصورة بسفينتها عند الفجر.
الأحد مايو 13, 2012 7:31 pm من طرف timo_love
» ارجوا المساعدة الشاذلى من مركزاسنا
السبت يناير 21, 2012 8:52 pm من طرف ali rawa
» ارجوا المساعدة الشاذلى من مركزاسنا
السبت يناير 21, 2012 8:47 pm من طرف ali rawa
» ارجواالافادة الشاذلىمن اسنا
السبت يناير 21, 2012 8:37 pm من طرف ali rawa
» ارجواالافادة الشاذلىمن اسنا
السبت يناير 21, 2012 8:36 pm من طرف ali rawa
» اثار اسنا
السبت يناير 21, 2012 8:33 pm من طرف ali rawa
» افتتاح الحديقة الدائرية للمواطنين فى اسنا
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:25 pm من طرف العمده عبدالله الاسناوى
» دعوة لدعم المرشحين
الإثنين نوفمبر 07, 2011 12:58 pm من طرف ابويوسف الاسناوى
» نصيحة غالية لمدرسى الصف الأول الإبتدائى
الأربعاء أكتوبر 12, 2011 7:04 pm من طرف العمده عبدالله الاسناوى