الحملة علي مصطفي بكري

الأربعاء - 16 مارس - 2011 2:47:07 صباحا

الحملة علي مصطفي بكري



محمود بكري


محمود بكري

في الرابع من أبريل من العام 1976 أعلن الرئيس الراحل أنور السادات عن بدء تأسيس المنابر السياسية في مصر.. كان مصطفي بكري قد بلغ التسعة عشرة عاماً من عمره في هذا الوقت.. لم تكن بلدتنا تعرف السياسة بمعناها المتعارف عليه.. فقط كان لدينا بعض أعضاء المجالس المحلية والذين هم امتداد سابق للحزب الوطني.. يتحدثون بذات اللغة، والألسنة، ويقدمون المبررات والأكاذيب..لايقنعون أحداً.. تربطهم مصالحهم بالجهات المعنية والرسمية لاغير.. ويكرهون كل من يعارضهم في الرأي أويتسبب في مواجهة مصالحهم.. وقد كان مصطفي بكري في هذا الوقت ممن نالهم غضب هؤلاء الذين رأوا فيه معكراً لصفو مصالحهم، وأمزجتهم.. فبدأوا يطلقون عليه الشائعات، ويشنون عليه الحروب.. وكان هو من جانبه غير عابئ بكل ما يحدث.. بل وضع لنفسه خطاً مستقيماً سار عليه خدمة لأبناء بلدته ووطنه.. ثابتاً علي المنهج الذي شكل رؤيته لمتابعة الأحداث التي كانت تشهدها البلاد في هذا الوقت.

حين أعلن عن تأسيس المنابر السياسية قبل أن تتحول إلي أحزاب.. كان حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي هو واحد من الأحزاب الثلاثة التي تشكلت في هذا الوقت 'حزب مصر العربي الاشتراكي - حزب الاحرار الاشتراكيين - حزب التجمع' والذي كان يضم العناصر الناصرية واليسارية المختلفة.. والذي رأي فيه مصطفي بكري الاقرب الي أفكاره ورؤيته.. فقرر الانخراط في صفوفه والانضمام إليه.. جاء إلي القاهرة وهو في هذا العمر '19 عاماًَ' والتقي بالسيد خالد محيي الدين رئيس حزب التجمع آنذاك وقادة الحزب.. وراح يشكل عبر أمانة الحزب بالقاهرة فرعاً للحزب في قنا وجري اختياره أميناً عاماً لحزب التجمع في قنا، وعضو بالأمانة العامة لحزب التجمع.

انتقل مصطفي بكري منذ هذا الوقت نقلة جديدة في حياته السياسية.. فبدلاً من
استمرار عطائه داخل مدينة قنا أصبح بحكم موقعه الجديد مهموماً بكل ما يشغل أبناء المحافظة بكاملها.. حيث راح يشكل أمانات فرعية في كافة أرجاء المحافظة.. من مركز اسنا إلي مركز ابو تشت.. وسرعان ما شكل في الأيام الأولي في تأسيس الحزب عضوية تجاوزت العشرة آلاف عضو ثم راحت العضوية تتصاعد وتتضاعف علي مدي الأيام.. وراح هو يدخل في سلسلة جديدة من المعارك والمواجهات خاصة مع رموز حزب مصر العربي الاشتراكي الذين مثلوا السلطة الحاكمة التي كان يقودها أنور السادات آنذاك.. وإلي الغد.